د. فالح حسن : على المبدع ان لا ينتظر الحافز من الخارج والاعتماد على نفسه وجهده .
يعتبر الاستاذ الدكتور فالح حسن الاسدي أحد من لهم باع طويل في الشعر واللغة والادب. فحسب ما شهدت له من مؤلفات عظيمة في مجال اللغة والنحو وحسب ما سمعت له من قصائد رائعة يمكن القول بأن هذا الشاعر والاستاذ يمثل لمحبي الشعر والادب و عشاق اللغة مصدراً معرفياً مهماً بالاضافة لكونه مصدر إلهام للكثير من طلابه واقربائه ومحبيه وخير ما يؤكد ذلك سيرته ونجاحه في التعلم والتعليم حيث انه حطّم قيود المجتمع وبدلاً من ان ينتظر الدعم والحافز كان هو الحافز للكثيرين.
و رغبة منا في معرفة غيض من فيض حياة هذا الرجل المكافح والاحاطة القاصرة بعظيم تجاربه كان لنا معه هذا الحوار الشيّق .
إعداد و حوار : زهراء محمد
-من بين الأدب و الشعر و اللغة والنحو و التفسير من الاقرب الى روحك و بمَ تُعرّف نفسك؟
اللغة العربية بكل علومها قريبة الى نفسي وبيني وبينها عشق لا ينتهي
-لك رحلة علمية مُلهمة هلّا سافرت بنا-عبرها ؟
الرحلة طويلة لا تحتويها كلمات وعبارات لكني أصف رحلتي كرحلة ابن بطوطة في مساحات البلدان .. متنوعة ومتعبة ولذيذة لأنها رحلة اكتشاف العوالم المختلفة
-متى بدأت بكتابة الشعر؟ ومتى اكتشفت شغفك باللغة و النحو ؟
كتبت الشعر الشعبي في بداية حياتي في سن الخامسة عشرة ، أما شغفي في اللغة العربية الفصيحة فقد نما تدريجيا كما ينمو الجنين حتى يصبح كهلا ..
-ما الذي يميز كتابك (الطارىء في اللغة العربية) ليلاقي ذلك الصدى المُدوي على مستوى العراق والوطن العربي؟
الذي يميزه إنه أول كتاب تناول مصطلحا مغمورا بين ثنايا الكتب وأنا أول من أظهره في عالم اللغة وكان لي السبق في تعريفه والولوج إلى موضوعه .
– من وجهة نظرك هل يجد المُبدع او الشاعر دعماً مناسباً في الوقت الراهن ؟
على المبدع أن لا ينتظر الحافز من الخارج والاعتماد على نفسه وجهده وتنمية قابلياته فإذا سنحت الفرصة للشهرة فلا بأس وآن لم تسنح فيكفيه عشقه لهوايته ومهنته
-رغم غزارة انتاجك الشعري لم نشهد صدور مجموعة شعرية بعد، هل سيكون هناك ديوان شعري قريباً؟
بسبب انشغالي بالتدريس والبحوث وطلبة الدراسات العليا فضلا عن العمل الإداري المتعب الذي يستغرق أكثر وقتي فهو يشغل ثمان ساعات من وقتي اليومي كوني أمينا لمجلس الجامعة .
-هَلاّ زودتنا بنموذج شِعري لك في هذه الفسحة الحوارية؟
يا مَن ملكتِ أعنتي
……. أيصحُّ منك خيانتي
إن كنتِ أعطيتِ الهوى
…… إني بذلتُ حشاشتي
أتقري ذنبك ياترى
………. وكما أقرُّ ندامتي
آهٍ لقلبٍ قد هوى
……… قلبا هوى بكرامتي
لهواك موجٌ قد علا
…….. سقفا وصدَّ سفينتي
لكن موجك ينثني
………. رغم الضياع وغربتي
ولكم وقفتُ على الهوى
…….. فرأيته حبا عتي
فجلستُ أجمعُ طرفه
…….. وألملمَ العشقَ الفتي
لما نما مترعرعا
……….. وغدا هوايَ وخبزتي
رجع الورا متقهقرا
……. وكبا كأنه طفلتي
سأقول دوما والصدى
………. يبقى يردد صيحتي
أنت التي وغرورك
……. سببا بطعن كرامتي
-نظراً لانفتاح العرب على العالم هل ستشهد اللغة العربية اتساعاً كما الانجليزية ام انها في الطريق الى الانحسار؟
هناك دراسات علمية اثبتت أن العربية هي أصل اللغات ويشهد العالم اليوم افتتاح مئات المعاهد في كل دول العالم لتعليم اللغة العربية
-هل كان لمحافظتك الفيحاء اثراً في نشأتك و تطورك ؟
أكيد ، فهذه المحافظة ألهمتني القدرة على مواصلة العطاء فهي مصدر عطائي وإن كانت البصرة تعيش في وجداني لأنها مسقط رأسي .
-كلمة ختامية ونصيحة للشباب من محبي الشعر واللغة والادب ..
أيها الشباب … أحبوا اللغة العربية وذوبوا فيها لأنها تحبكم وتعشقكم كونها لغة القرآن الكريم وهي لغة الرسول الأكرم ص فاللغة العربية حاملة لكتاب الله ومحمولة على لسان نبيه … وهي تستحق العشق